التداول التجريبي مقابل التداول الحقيقي

عمر ضاحي نشر 2023-11-07 التحديث 2024-06-05

يعد الحساب التجريبي طريقة آمنة للمتداولين الجدد لتعلم أساسيات التداول واختبار استراتيجياتهم. ومع ذلك، غالبا ما يجد المتداولون صعوبة في تكرار نجاحهم في الحساب التجريبي في الحساب الحقيقي.في هذه المقالة، سنناقش الأسباب التي تجعل نتائجك في الحساب التجريبي أفضل بكثير من الحساب الحقيقي في معظم الأوقات.

نبذة تعريفية عن الحساب التجريبي والحقيقي

دعنا عزيزي القارئ قبل الولوج إلى الأسباب التي تجعل نتائجك في الحساب التجريبي افضل من الحساب الحقيقي او المباشر ان نتعرف اولا عن ماهية الحساب التجريبي والحقيقي. 

الحساب التجريبي هو طريقة محاكاة التداول في سوق حقيقي باستخدام أموال افتراضية. و يتيح ذلك للمتداولين الجدد تعلم أساسيات التداول واختبار استراتيجياتهم دون المخاطرة بأي أموال حقيقية.

كما أن الحساب التجريبي هو طريقة جيدة جدا للمتداولين المبتدئين لتعلم أساسيات التداول واختبار استراتيجياتهم.إلا أنه، غالبا ما يجد المتداولون صعوبة في تكرار نجاحهم في الحساب التجريبي في الحساب الحقيقي والذي سنناقشة لاحقا.

اما الحساب الحقيقي فهو عملية شراء وبيع الأدوات المالية في سوق حقيقي باستخدام أموال حقيقية. يختلف الحساب الحقيقي عن الحساب التجريبي في أنه يتضمن المخاطرة بالمال الحقيقي.

الأسباب التي تجعل نتائجك في الحساب التجريبي افضل من الحساب الحقيقي

والان بعد ان عرفنا ماهية الحساب التجريبي والحقيقي دعونا ننتقل الى الأسباب التي تجعل نتائجك في الحساب التجريبي أفضل بكثير من الحساب الحقيقي في معظم الأوقات.

عدم القدرة على التحكم العاطفي 

العاطفة هي أحد أهم العوامل التي تؤثر على التداول و في الحساب التجريبي، لا يشعر المتداولون بالضغط العاطفي الناتج عن خسارة الأموال الحقيقية. ومع ذلك، في الحساب الحقيقي، يخاطر المتداولون بخسارة أموالهم، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات عاطفية غير عقلانية.

كما أن الخوف من خسارة المال يمكن أن يجعل المتداولين يتخذون قرارات خاطئة، مثل الخروج من الصفقات المربحة في وقت مبكر جدا أو الاستمرار في التداولات الخاسرة لفترة طويلة جدا.

وهناك بعض العوامل التي تدل على كيفية تأثير العاطفة على التداول منها. الخوف من الخسارة والتي تدفع المتداولين الى تجنب الدخول في صفقات رابحة محتملة كما يمكن أن يؤدي الجشع أيضا إلى جعل المتداولين يستمرون في التداولات الخاسرة على أمل تحقيق أرباح وياتي التوتر ليأخذ نصيبه من هذه العوامل ويكون من ضمن الأسباب التي تجعل المتداولين يتخذون قرارات متسرعة.

ظروف السوق المختلفة

سبب آخر لاختلاف نتائج الحساب التجريبي عن نتائج التداول المباشر هو اختلاف ظروف السوق. ففي الحساب التجريبي، قد لا يواجه المتداولون نفس مستوى التقلبات والسيولة كما هو الحال في الحساب الحقيقي.

في الحساب الحقيقي، تتغير ظروف السوق باستمرار، ويجب على المتداولين تكييف استراتيجياتهم وفقا لذلك. قد يجد المتداولون الذين يعتمدون على استراتيجيات تم اختبارها في ظروف معينة صعوبة في تكرار نجاحهم في ظروف مختلفة.

على سبيل المثال، قد تكون الإستراتيجية التي تحقق أداء جيدا في سوق تتجه غير فعالة في سوق محدد النطاق.

الانزلاق السعري Price slippage

الانزلاق السعري Price slippage هو الفرق بين السعر الذي يتوقعه المتداول عند تنفيذ صفقة ما والسعر الفعلي الذي تنفذ فيه الصفقة. يمكن أن يكون الانزلاق السعري إيجابيا أو سلبيا، اعتمادا على ما إذا كان السعر الفعلي أفضل أو أسوأ من السعر المتوقع.

يحدث الانزلاق السعري لعدة أسباب، منها التقلبات السعرية حيث تتغير أسعار الأصول المالية باستمرار، وقد يتسبب ذلك في انزلاق الأسعار إذا تم تنفيذ الصفقة في وقت غير مناسب ، كما ان الأحداث الخارجية قد تؤدي إلى انزلاق الأسعار مثل نشر الأخبار أو إصدار البيانات الاقتصادية. 

ويمكن أن يكون الانزلاق السعري للأصل المتداول علية ووقت الاستجابة من قبل المتداول ، من العوامل المهمة التي تؤثر على أداء المتداول في الحساب الحقيقي.

حيث يشير الانزلاق إلى الفرق بين السعر المتوقع للتداول في الصفقة والسعر الفعلي الذي يتم تنفيذ التداول به ،كما يشير وقت الاستجابة إلى التأخير بين وقت قيام المتداول بإجراء عملية تداول ووقت تنفيذ الصفقة.

في الحساب التجريبي، لا يكون الانزلاق ووقت الاستجابة من العوامل المهمة، حيث يتم تنفيذ الصفقات على الفور وفي اي وقت غير متاثر بنقطة الدخول وذلك لانه يعرف انها اموال غير حقيقية فيقع هذا الطمأنينة في قلبه. 

ومع ذلك، في التداول المباشر او الحقيقي، يمكن أن يؤدي الانزلاق ووقت الاستجابة إلى تفويت المتداولين صفقات مربحة خوفا من المخاطرة والخساره أو الدخول في صفقات خاسرة قلقا من ان يفوته ربحا وذلك يجعلة يتسرع في قرار دخولة فيفتح مركزا في منطقة خطرة ، خاصة في الأسواق سريعة الحركة أو عند التداول بمراكز كبيرة .

على سبيل المثال، إذا قدم أحد المتداولين أمر شراء السهم عند سعر 10 دولارات، ولكن بسبب الانزلاق، تم تنفيذ الأمر عند سعر 11 دولار، فقد يفوت الأرباح المحتملة .

وعلى العكس، إذا قدم أحد المتداولين أمر بيع السهم بسعر 10 دولارات، ولكن بسبب زمن الوصول، تم تنفيذ الأمر بسعر 9.90 دولارات، فقد يتكبد خسارة.

ضغط نفسي في التداول

التداول بأموال حقيقية يمكن أن يكون تجربة عاطفية و نفسية بحتة و يمكن أن يؤدي الخوف والجشع والقلق إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية، مما يؤدي إلى الخسائر.

كما يمكن أن يشعر المتداولون بالضغط لتحقيق الربح أو استرداد الخسائر والعناد مع السوق عند الخسارة خاصة . يمكن أن يؤدي هذا الضغط إلى اتخاذ قرارات متسرعة أو مبالغ فيها، مما قد يؤدي إلى أخطاء. و يتسبب الضغط أيضا في تردد المتداولين أو المبالغة في التحليل، مما قد يؤدي إلى تفويت الفرص.

فمن المهم أن يكون المتداولون قادرين على إدارة عواطفهم واتخاذ قرارات موضوعية حيث يمكن أن يساعدهم ذلك على تحقيق النجاح في الحساب الحقيقي.

يجد العديد من المتداولين حلا للتعامل مع المشاعر من خلال تحسين نهج التداول الخاص بهم. يمكن أن يساعد ذلك في إزالة العاطفة من العملية وجعل التداول أكثر كفاءة.

انعدام المساءلة في التداول

في الحساب التجريبي، لا توجد مساءلة حقيقية عن أفعال المتداولين فيمكنهم المخاطرة وارتكاب الأخطاء دون أي عواقب. ومع ذلك، في الحساب الحقيقي، تكون العواقب حقيقية، والمتداولين مسؤولون عن أفعالهم.

ويمكن أن يؤدي هذا إلى أن يصبح المتداولون أكثر حذرا وتحفظ في نهجهم، مما قد يحد من أرباحهم المحتملة.

بشكل عام، من الضروري فهم الاختلافات بين الحساب التجريبي والحساب الحقيقي وأن تكون على دراية بالعوامل التي يمكن أن تؤثر على أدائك في الحساب الحقيقي. من المرجح أن ينجح المتداولون الذين يمكنهم:

  • إدارة عواطفهم والتحكم في نفسيتهم من حيث الطمع والخوف.

  • التكيف مع ظروف السوق المختلفة وتطوير استراتيجياتهم لتتناسب مع كل ظروف السوق.

  • تقليل الدخول أثناء الانزلاقات وتوخي الحذر ووقت الاستجابة لدخول الصفقة.

  • اتخاذ قرارات موضوعية ومنطقية بناءا على تحليل وليست بالنفسية العنادية مع السوق.

للإدارة الضغط النفسي في التداول، يحتاج المتداولون إلى خطة تداول محددة جيدا والالتزام بها. يتضمن ذلك تحديد أهداف واقعية للربح والخسارة والالتزام بنهج منضبط في التداول.

يجب أن يكون لدى المتداولين أيضا مصدر دعم، بما في ذلك مرشد أو مدرب تداول أو علم يستند علية المتداولين ويكون مرجع تطوير استراتيجياتهم عند غياب الأشخاص، يمكنه مساعدتهم على البقاء على المسار الصحيح وإدارة عواطفهم في أوقات التوتر. 

التداول والعاطفة في تداول العملات الأجنبية

يمكن أن يكون تداول العملات الأجنبية مثيرا ومربحا، ولكنه قد يكون أيضا مصدر للضغط العاطفي والإحباط و يحدث التداول العاطفي عندما يتخذ المتداولون قرارات بناء على عواطفهم بدلا من التحليل المنطقي حيث يمكن أن يؤدي هذا إلى صفقات متهورة، والإفراط في المخاطرة، وفي نهاية المطاف يؤدي الى خسائر ، و لمنع التداول العاطفي، يجب على المتداولين تطوير نهج منضبط واتباع بعض الاستراتيجيات الرئيسية.

و الخطوة الأولى نحو ذلك هي تطوير خطة تداول محددة جيدا و تحدد خطة التداول أهدافك واستراتيجياتك وتقنيات إدارة المخاطر حيث يساعدك ذلك على الاستمرار في التركيز على أهدافك وتجنب القرارات المتهورة.

وقبل أن تبدأ عزيزي التداول، يجب عليك تحديد أهداف واضحة لما تريد تحقيقه.وتسأل نفسك ، هل تتطلع إلى تحقيق دخل بدوام كامل أو استكمال دخلك الحالي؟ بمجرد أن يكون لديك فكرة واضحة عن أهدافك، يمكنك تطوير استراتيجية تداول تتوافق مع تلك الأهداف.

كما يجب أن تتضمن خطة التداول الخاصة بك أيضا تقنيات إدارة المخاطر. وتعاود السؤال لنفسك ايضا ، كيف ستدير تعرضك للمخاطر؟ وما هو الحد الأقصى للمخاطرة لكل صفقة، وكيف ستدير أوامر وقف الخسارة الخاصة بك؟

بمجرد الانتهاء من تطوير خطة التداول، فمن الضروري الالتزام بها. سيساعدك ذلك على البقاء على المسار الصحيح والابتعاد عن التداول العاطفي.

ويمكن أن يساعدك تعلم كيفية إدارة العواطف أيضا في منع التداول العاطفي حيث يمكن أن يؤدي الخوف والجشع والقلق إلى اتخاذ قرارات خاطئة. إذا كنت تشعر بالإرهاق أو التوتر، خذ استراحة من التداول. يمكن أن يساعدك هذا على تصفية ذهنك وإعادة التركيز على أهدافك.

الأسئلة المتكررة حول التداول التجريبي مقابل التداول الحقيقي

الحساب التجريبي هو عملية تداول باستخدام أموال افتراضية. لا توجد مخاطر مالية في الحساب التجريبي، حيث يتم استخدام أموال افتراضية فقط. يتم استخدام الحساب التجريبي لتعلم أساسيات التداول واختبار استراتيجيات التداول

الحساب الحقيقي هو عملية تداول باستخدام أموال حقيقية. هناك مخاطر مالية في الحساب الحقيقي، حيث يمكن للمتداولين خسارة الأموال التي يتداولونها. يتم استخدام الحساب الحقيقي لتحقيق الأرباح أو الخسائر المالية

الاختلافات الرئيسية بين الحساب التجريبي والحساب الحقيقي تتمثل في الأموال المستخدمة حيث الحساب التجريبي أموال افتراضية والحقيقي أموال حقيقية ، المخاطر المالية حيث لا توجد مخاطر مالية في الحساب التجريبي وتوجد في الحقيقي، الأهداف حيث التجريبي للتعلم والحقيقي لتحقيق الأرباح

يوصى بالبدء في الحساب التجريبي قبل البدء في الحساب الحقيقي حيث يمكن للمتداولين استخدام الحساب التجريبي لتعلم أساسيات التداول واختبار استراتيجيات التداول المختلفة

// for embedding youtube video