تقييم شركة المتداول الخليجي Gulf Traders

شركة المتداول الخليجي أو كما تُعرف أيضًا باسم Gulf Brokers هي شركة متخصصة في خدمات التداول الاجتماعي، تستهدف المتداولين الباحثين عن نسخ استراتيجيات المحترفين دون الحاجة للغوص في تعقيدات التحليل الفني. رغم أن خدمات الشركة وفكرتها بسيطة وواضحة، إلا أنها في نفس الوقت تفتقر إلى الشفافية والهوية الواضحة. وفي هذا التقييم الشامل لشركة جولف تريدرز، سنسلط الضوء على كل ما تحتاج معرفته قبل التعامل مع هذه الشركة من الخدمات المقدمة وأنواع الاستراتيجيات إلى التراخيص والأمان.

ما هي شركة جولف تريدرز؟

شركة جولف تريدرز هي منصة تقدم خدمات التداول الاجتماعي، حيث تتيح للمستخدمين إما مشاركة خبراتهم الاحترافية مع متابعين آخرين، أو الاستفادة من استراتيجيات المتداولين المحترفين عبر خاصية النسخ التلقائي للصفقات. تقوم فكرة المنصة على دمج التكنولوجيا الحديثة مع البعد الاجتماعي للتداول، مما يمنح المستخدمين فرصة لفهم أعمق لأساليب التداول وتحسين قراراتهم الاستثمارية.

ورغم أن GulfTraders تسوّق نفسها كمزود حديث ومبتكر في مجال التداول، إلا أن هوية الشركة تظل مبهمة، حيث تعمل بموجب ترخيص من الفئة الثالثة صادر باسم الشركة التابعة Gulf Brokers، وهو ترخيص يُعد ضعيفًا من حيث القوة التنظيمية. كما تزعم الشركة أن مقرها الرئيسي يقع في جمهورية سيشل، إلا أنه لا تتوفر أي معلومات موثقة عن تاريخ تأسيسها أو خبرتها الفعلية في الأسواق المالية، ما يطرح علامات استفهام حول مستوى الشفافية والمصداقية في تعاملاتها.

إيجابيات وسلبيات شركة GulfTraders

مثل أي منصة تداول إلكترونية، تحمل تجربة التعامل مع شركة Gulf Traders مجموعة من النقاط الإيجابية وأخرى سلبية، تختلف أهميتها بحسب طبيعة المستخدم وهدفه الاستثماري، كما هي موضحة في الجدول التالي:

المنتجات المالية لدى شركة Gulf Traders

لا تتيح شركة Gulf Traders للمستخدمين حرية اختيار المنتجات المالية التي يرغبون في تداولها، إذ يتم تحديد الأصول وصفقات التداول بالكامل من قِبل مزود الإشارة الذي يتبعه المتداول. يعتمد نظام المنصة على مبدأ النسخ التلقائي الكامل، مما يعني أن المتداولين أو المتابعين لا يمكنهم تنفيذ صفقات خاصة بهم أثناء متابعة مزود الإشارات، ولا يُسمح لهم بتعديل أو تخصيص الصفقات التي يتم نسخها.

تُنفذ الصفقات بناءً على نظام النسبة بين حساب المتداول المحترف وحساب المتابع، حيث تُفتح المراكز تلقائيًا بحجم يتناسب مع رصيد حساب المتابع مقارنةً برصيد مزود الإشارة. وبينما تسهّل هذه الآلية على المستخدمين المبتدئين الدخول في عالم التداول، فإنها في المقابل تقيّد حرية القرار والاستقلالية بشكل كبير، ما قد لا يناسب المتداولين الباحثين عن السيطرة الكاملة على استثماراتهم.

منصات التداول لدى شركة المتداول الخليجي

تعتمد شركة المتداول الخليجي على منصة ميتاتريدر5 كأداة رئيسية لمتابعة وتنفيذ الصفقات، ولكن لا يمكن للمستخدمين الوصول إليها بشكل مباشر من خلال GulfTraders نفسها. فعند التسجيل في المنصة، يُطلب من المستخدم أولًا فتح حساب تداول لدى الشركة التابعة Gulf Brokers، وهي الجهة التي يتم من خلالها تنفيذ الصفقات وربط الحساب مع مزود الإشارة المطلوب.

بعد فتح الحساب، يقوم المتداول بربط حسابه في منصة MT5 مع الاستراتيجية التي يختارها من خلال موقع GulfTraders، لتبدأ عملية النسخ التلقائي للصفقات في الوقت الفعلي. يتمكن المستخدم من مراقبة العمليات المفتوحة والصفقات المنسوخة عبر حسابه في منصة ميتاتريدر5 باستخدام كلمة مرور المستثمر التي يحصل عليها عبر البريد الإلكتروني بعد التسجيل، ما يتيح له متابعة الأداء دون القدرة على التعديل أو التدخل في الصفقات.

استراتيجيات التداول القابلة للنسخ لدى شركة جولف تريدرز

توفر شركة جولف تريدرز مجموعة من استراتيجيات التداول القابلة للنسخ تم تطويرها إما من قبل متداولين محترفين أو من خلال أنظمة تداول آلية متقدمة، وتتم عملية النسخ تلقائيًا عبر ربط حساب المستخدم مع مزود الاستراتيجية ليتم تنفيذ جميع الصفقات بشكل مباشر وفوري دون تدخل يدوي من المتداول. وتعتمد كل استراتيجية على منهجية تداول مختلفة سواء من حيث أسلوب المخاطرة أو العائد المتوقع أو الحد الأدنى للاستثمار المطلوب:

استراتيجية Nemesis

تعتبر من أكثر الاستراتيجيات نشاطًا على المنصة حيث أظهرت معدل نمو مرتفع مقارنة بباقي الاستراتيجيات وتعتمد على حساب آلي في تنفيذ الصفقات مما يدل على استخدام خوارزميات متقدمة. تستهدف هذه الاستراتيجية تحقيق عوائد عالية للمستثمرين الذين يرغبون في تنمية رؤوس أموالهم بسرعة تقدر بنسبة 112.61%، إلا أنها تتطلب حدًا أدنى مرتفعًا نسبيًا للدخول يبلغ 3,000 دولار أمريكي، وهو ما يجعلها مناسبة أكثر لأصحاب المحافظ المتوسطة إلى الكبيرة.

استراتيجية Turtle Boy

تُظهر هذه الاستراتيجية أداء أكثر تحفظًا مع عوائد منخفضة بنسبة 2.18% فقط، وقد تكون مناسبة للمستثمرين الذين يفضلون الحذر وتقليل المخاطر. وتعتمد أيضًا على نظام تداول آلي وتفرض رسوم أداء أعلى نسبيًا ما يشير إلى أن مزود الاستراتيجية يركز على نموذج مشاركة الأرباح حتى لو كان الأداء محدودًا. كما تطلب هذه الاستراتيجية حدًا أدنى عاليًا من رأس المال قد لا يكون مناسبًا للجميع وقدره 5,000 دولار أمريكي.

استراتيجية British Project

تبدو هذه الاستراتيجية الأقل أداءً ضمن الخيارات المتاحة حيث سجلت نتائج خاسرة فيما يتعلق بالعوائد، وتعتمد على نظام تداول آلي أيضًا لكن عدم تحقيقها لأي عوائد حتى اللحظة يطرح علامات استفهام حول فعاليتها ومنهجيتها. كما تُعرض هذه الاستراتيجية برسوم أداء منخفضة نسبيًا ما قد يعكس محاولة الشركة لجذب المتابعين رغم ضعف نتائجها كما تتطلب استثمارًا مبدئيًا متوسط الحجم يبلغ 3,700 دولار أمريكي.

هل GulfTraders مرخصة؟

لا تُعد شركة GulfTraders جهة مرخصة بحد ذاتها، وإنما تعمل بموجب شراكة مع شركة Gulf Brokers Ltd، وهي الجهة المسؤولة فعليًا عن تشغيل الموقع وتنفيذ أنشطة التداول، لكن لا يندرج موقع gulftraders ضمن المواقع المسجلة للشركة تحت ترخيصها رغم ذلك. إذ تملك Gulf Brokers Ltd ترخيصاً مالياً من هيئة الخدمات المالية في سيشل FSA بموجب رقم الترخيص SD013، حيث تم تسجيلها كشركة ذات مسؤولية محدودة وصُنفت كوسيط أوراق مالية بموجب قانون الأوراق المالية لجمهورية سيشل لعام 2007.

علاوة على ما سبق، فإن الترخيص الخاص بشركة Gulf Brokers  يُصنّف ضمن التراخيص الضعيفة من الفئة الثالثة في الأسواق المالية، وذلك نظرًا لضعف الرقابة وغياب الصرامة التنظيمية مقارنةً بالهيئات العالمية المرموقة مثل FCA البريطانية أو ASIC الأسترالية. هذا يعني أن المتداولين عبر شركة جولف تريدرز لا يتمتعون بنفس مستويات الحماية والشفافية التي توفرها التراخيص الدولية الأعلى تصنيفًا، ما يجعل من الضروري توخي الحذر عند التعامل مع هذه المنصة.

طرق السحب والإيداع لدى جولف تريدرز

على الرغم من أن شركة GulfTraders تقدم خدمات التداول الاجتماعي، إلا أنها لا توفر أي معلومات واضحة أو مفصلة بشأن سياسات وطرق السحب والإيداع التي تعتمدها، مما يثير العديد من التساؤلات والشكوك لدى المتداولين حول شفافية هذه العمليات. إذ يجعل غياب هذه المعلومات من الصعب تحديد مدى سلاسة وسهولة عملية سحب الأموال أو حتى الإيداع لدى الشركة، ويزيد من المخاوف بشأن احتمالية وجود تعقيدات أو تأخيرات غير مبررة، أو حتى محاولات احتيال.

ومن المحتمل أن طرق السحب والإيداع المستخدمة في جولف تريدرز هي نفسها تلك التي تدعمها الشركة التابعة Gulf Brokers، ولكن نظرًا لأن Gulf Brokers أيضًا لا تقدم أي تفاصيل واضحة حول هذه العمليات، تظل الشكوك قائمة حول أمان وموثوقية هذه الخدمات. الأمر الذي يزيد بدوره من ضرورة توخي الحذر عند التعامل مع الشركة، خاصة في ظل وجود قلة من المعلومات حول كيفية معالجة الأموال ووقت تنفيذ العمليات المالية.

رسوم التداول لدى Gulf Traders

تُحدد شركة Gulf Traders رسوم التداول على أساس رسوم الأداء التي تُفرض عند نسخ استراتيجيات المتداولين المحترفين أو مزودي الإشارات. ويتم احتساب هذه الرسوم شهريًا بشرط أن يكون محفظة المتابع قد شهدت زيادة مقارنة بالشهر السابق حسب مزاعم الشركة، مما يضمن أن الرسوم تُفرض فقط في حال تحقيق المتابع للأرباح. 

وتُعد هذه الطريقة في احتساب الرسوم مختلفة عن طرق حساب الرسوم التقليدية لدى مزودي الخدمات الآخرين، حيث تضمن حماية أموال المتداولين من الرسوم غير المبررة في حال كانت نتائج استراتيجية مزود الإشارة غير مستقرة أو خاسرة. ولكن، تثير هذه السياسة العديد من التساؤلات في نفس الوقت. ففي الواقع، يظل الأمر غامضًا فيما يتعلق بكيفية ضمان تنفيذ هذه السياسة بشفافية، خاصة في ظل غياب الشفافية حول السياسات الداخلية للشركة وطريقة إدارة الحسابات بشكل عام. 

وبالنسبة لرسوم الأداء المُعلن عنها من قبل جولف تريدرز، فيتم تحديدها بناءً على الاستراتيجية المختارة من قبل المتداول، وتختلف من استراتيجية إلى أخرى كما يلي، علماً أن هذه الرسوم قابلة للتعديل أو التغير في حال قيام مزودي الإشارات بتعديل رسوم الأداء الخاصة بهم:

1. رسوم أداء استراتيجية Nemesis: 5%
2. رسوم أداء استراتيجية Turtle Boy: 10%
3. رسوم أداء استراتيجية British Project: 3%

الاتصال بشركة Gulf Traders

تقدم شركة Gulf Traders مجموعة متنوعة من وسائل الاتصال التقليدية، لكن تغيب عنها وسائل التواصل المباشرة مثل الدردشة الحية أو برامج المراسلة الأخرى. وتشمل هذه الوسائل:

1. البريد الإلكتروني: [email protected] أو[email protected]
2. رقم الهاتف: +44 208 068 9908

خدمة العملاء لدى Gulf Traders

تُظهر GulfTraders نقاط ضعف واضحة في خدمة العملاء التي تقدمها، حيث تقتصر وسائل التواصل المتاحة في الشركة على الطرق التقليدية والصعبة الوصول مثل البريد الإلكتروني والاتصال عبر الهاتف عبر رقم دولي، مما يجعل من الصعب على المتداولين الحصول على رد سريع أو دعم فوري. وفي عالم التداول السريع والمستمر، تعتبر هذه الطرق غير كافية، إذ لا توفر أي قنوات تواصل فورية مثل الدردشة الحية أو الدعم عبر تطبيقات المراسلة، وهو ما يعزز من صعوبة التواصل مع الشركة في حالات الطوارئ أو لحل المشكلات بسرعة.

بالإضافة إلى ذلك، تفتقر جولف تريدر إلى تزويد المتداولين بمعلومات واضحة بشأن ساعات العمل لفريق الدعم، ما يصعب عليهم تقدير المدة الزمنية التي قد يستغرقها الفريق للرد على استفساراتهم أو معالجة مشاكلهم. إذ يعزز هذا النقص في الشفافية من حالة عدم اليقين لدى المتداولين بشأن مستوى الخدمة التي يمكنهم توقعها، ويخلق إحساسًا بالإهمال أو عدم اهتمام الشركة في التعامل مع قضاياهم العاجلة أو الحساسة. 

هل شركة المتداول الخليجي نصابة؟

تُثير شركة المتداول الخليجي أو Gulf Traders العديد من علامات الاستفهام حول مصداقيتها بسبب غياب الترخيص المباشر باسمها واعتمادها على ترخيص ضعيف من الفئة الثالثة عبر شركة Gulf Brokers المسجلة في سيشل. إذ لا يوفر هذا الترخيص الحماية الكافية للمتداولين، كما أن الشركة لا تقدّم أي شفافية بشأن سياسات السحب والإيداع والمعلومات المتعلقة بهويتها، ما يعمّق المخاوف بشأن مصير أموال المتداولين.

إلى جانب ذلك، تعتمد جولف تريدرز على نظام نسخ تلقائي للصفقات يُقيّد حرية المتداول، وتفرض رسوم أداء شهرية قد تبدو جذابة من حيث المبدأ، لكنها تفتقر إلى آلية رقابة واضحة، مما يجعلها أقرب لمحاولة تسويقية من كونها سياسة لحماية العملاء. كل هذه النقاط تدفع إلى الحذر الشديد عند التفكير بالتعامل مع شركة Gulf Traders، خاصة في ظل محدودية وسائل التواصل والدعم الفني.